أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يصدر العدد الثاني من مجلة "اتجاهات آسيوية"
  • أ. د. نيفين مسعد تكتب: (عام على "طوفان الأقصى".. ما تغيّر وما لم يتغيّر)
  • د. إبراهيم فوزي يكتب: (بين موسكو والغرب: مستقبل جورجيا بعد فوز الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية)
  • د. أيمن سمير يكتب: (هندسة الرد: عشر رسائل للهجوم الإسرائيلي على إيران)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (من المال إلى القوة الناعمة: الاتجاهات الجديدة للسياسة الصينية تجاه إفريقيا)

(اتجاهات الأحداث) العدد 5

يحلل فلسفة وأبعاد نموذج التنمية في الإمارات

09 ديسمبر، 2014


تزامن إصدار العدد الخامس من دورية (اتجاهات الأحداث) التي تصدر عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة مع الذكرى الـ 43 لتأسيس دول الإمارات العربية المتحدة، وهي مناسبة استلزمت التوقف من هيئة تحرير الدورية أمام ظاهرة انتشار ما بات يعرف بـ "النموذج الإماراتي" في منطقة الشرق الأوسط، إذ حققت الإمارات خلال أقل من نصف قرن ما عجزت عنه بقية دول الشرق الأوسط.

في هذا السياق، جاءت افتتاحية العدد بقلم الدكتور محمد عبدالسلام، المدير الأكاديمي للمركز، تحت عنوان "روح الاتحاد: إجابات الإمارات عن أسئلة الأشقاء في الشرق الأوسط"، وفيها تناول كيف تحولت الإمارات إلى "نموذج" لدولة حديثة تقع في إقليم تجتاحه المشاكل الحادة من كل جانب، من دون أن تتأثر به كثيراً، ومؤكداً أن نموذج الإمارات بات يطرح مفرداته الخاصة ومنها: الاتحاد مقابل التفكك، والعملية مقابل الأيديولوجية، والتحديث مقابل الركود، والإبداع مقابل التقليدية، والعولمة مقابل العُقد.

وتحت عنوان "النموذج الإماراتي: فلسفة وأبعاد ومؤشرات تجربة التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة"، جاءت دراسة العدد، والتي أعدها الباحث محمد عبدالله يونس، مدرس العلوم السياسية المساعد بجامعة القاهرة، وطرح فيها الأطر النظرية الخاصة بفكرة الدولة "النموذج" في العلاقات الدولية، والفلسفة الكامنة خلف تجربة التنمية بالإمارات، حيث تقدم نموذجاً فريداً لامتزاج التنمية المستدامة بالحكم الرشيد والتقدم التكنولوجي والتضامن المجتمعي في ظل تكامل الأصالة والتراث والموروث الثقافي مع التطلع إلى الصدارة والعالمية، وقدم المؤشرات الدولية الخاصة بتطور الإمارات اقتصادياً وتكنولوجياً وقدرتها على تحقيق دولة رفاه اجتماعي حقيقية، علاوة على ما تقدمه في مجال الدبلوماسية الإنسانية على المستوى الدولي.

وانتقالاً من النموذج الإماراتي إلى قضايا منطقة الشرق الأوسط، حاول باب "آراء المستقبل" في هذا العدد أن يطرح تساؤلات حول النسق العقيدي الحاكم فكرياً وسلوكياً لفاعلين مؤثرين على الساحة الإقليمية، فيما يعتبر بمثابة إشكالية كبرى أمام محاولة الفهم نظراً لتعدد التفسيرات، فتحت عنوان "كيف يفكر أبوبكر البغدادي؟" حاول الدكتور رضوان السيد الكاتب والأكاديمي والسياسي اللبناني تقديم الأطر النظرية الفكرية والعملياتية التي يستند عليها البغدادي باعتباره زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي. فيما تناول أ. علي عبد الصادق الباحث المتخصص في الفكر السياسي تقديم إجابات مختلفة حول "كيف يفكر قادة الإخوان؟" والذين استسلموا للعيش في أساطير بعيدة تمام البعد عن الواقع والحقيقة.

من جانبه طرح الدكتور محمد مجاهد الزيات مستشار المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة محاولة للإجابة عن تساؤل خاص مفاده "كيف يفكر بشار الأسد؟"، ليؤكد على أن الأسد ماض إلى الصراع في سوريا إلى ما لانهاية. وأخيراً قدم الدكتور على صالح موسى الكاتب المتخصص في الشؤون اليمنية محاولة للإجابة عن سؤال "كيف يفكر علي عبدالله صالح؟"، مؤكداً أنه لايزال ينسج تحالفات بالداخل اليمني وكأنه بالسلطة وأنه يتعمد إفساد المرحلة الانتقالية في اليمن.

أما باب التحليلات، فقد تناول موضوعات وقضايا شديدة التنوع، منها ما هو ذو بعد أمني وما هو ذو بعد سياسي، وأيضاً بعد اقتصادي. ومن الموضوعات الأمنية تحليل الدكتور أيمن الدسوقي الأستاذ المشارك بجامعة أبوظبي بعنوان: "الذئاب المنفردة: ملامح انتشار ظاهرة الإرهاب الفردي على الساحة الدولية". أما دكتور خالد حنفي الباحث في الشؤون الأفريقية بمجلة السياسية الدولية، فعالج قضية أمنية أخرى هي "التجمعات الإرهابية: تمركز الجهاديين في مناطق التماس الحدودية بالمنطقة". وتناول الباحث أحمد أبوزيد المحاضر في العلوم السياسية بجامعة الجزيرة جماعات الجريمة المنظمة تحت عنوان: "عابرة للحدود: تصاعد أنشطة جماعات الإجرام المنظم عبر الإقليم". واستكمالاً للموضوعات ذات الصبغة الأمنية، تناول أ. شادي عبدالوهاب منسق برنامج تقديرات الاتجاهات الأمنية بالمركز موضوع "خصخصة الأمن: أبعاد تزايد الشركات العسكرية والأمنية الخاصة في العالم".

وفي استكمال لمشهد سقوط وتراجع تيار الإسلام السياسي كما حدث في الانتخابات البرلمانية التونسية، يسلط تحليل حمل عنوان "الاستثناء التونسي: الحداثة والهوية والمدنية.. ونكسة تيار الإسلام السياسي"، والذي كتبه المحلل السياسي التونسي سليم ضيف الله، الضوء على الاستثناء التونسي وكذا الخصوصية التونسية، والتي لا تسمح لجماعة مثل حركة النهضة أن تقود تونس التي لها طابع حداثي ومدني واضح ترسخ على مدى العقود السابقة.

ومن الموضوعات الاقتصادية، تناولت الباحثة عبير يونس مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة موضوع "مواجهة الإيبولا: تداعيات اقتصادية فادحة واستجابات محدودة". كما تناول الباحث المتخصص في العلاقات الاقتصادية الدولية، محمد عبدالمعطي، موضوع مهم حمل عنوان "اقتصاد الحلال: فرص وتحديات انتشار التجارة الحلال في الأسواق العالمية".

وإلى فضاء آخر من الموضوعات، جاءت القضايا ذات البعد التكنولوجي، ممثلة في موضوع نور سلمان الباحثة المتخصصة في الدراسات الإعلامية بمركز المستقبل، والذي حمل عنوان "نهاية الخصوصية: الحريات الشخصية وأمن الدول في عصر البيانات الضخمة"، بينما قدم الباحث إيهاب خليفة منسق برنامج التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل تحليلا عنوانه Shadow Hackers: تصاعد دور الجيوش الإلكترونية في المؤسسات العسكرية".

أما موضوعات باب "كيف يفكر العالم الثاني؟"، والذي يركز على تناول اتجاهات الفكر وحركة السياسة في مناطق ودول مهمة بالعالم وفقاً لباحثين ومتخصصين من داخل هذه المناطق، فقد جاء أولها ليناقش تأثيرات العقوبات الغربية ضد روسيا واعتبارها محدودة وذات خسائر متبادلة بين روسيا والغرب. أما الموضوع الثاني فقد تناول فرص وتحديات الدبلوماسية الصينية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، فيما ناقش الموضوع الثالث أزمة الشرعية والحكم في أفريقيا من خلال الدرس الذي قدمته أحداث بوركينا فاسو الأخيرة. وأخيراً ناقش الموضوع الرابع ظاهرة لافتة تدور حول سياسات تقنين المخدرات في دول أمريكا اللاتينية. 

وقدمت الدورية كذلك قسماً خاصاً هو "مكتبة المستقبل"، تناول أبرز ما طرح حول نمو وتصاعد أدوار الفاعلين من غير الدول في الشرق الأوسط، من خلال رصد وعرض موجز لأهم ما تداولته مراكز الفكر والبحث العالمية في هذا الصدد.

أما ملحق "مفاهيم المستقبل"، والمعني بتحليل المفاهيم والمقولات النظرية الأساسية التي تساهم في تحليل ظاهرة ما، فقد تناول في هذا العدد مفهوم "الأجيال" وجاء عنوانه :"The G Factor:  تحولات الأجيال الجديدة واستراتيجيات إدارة العلاقات معهم من واقع تجارب دولية مختلفة". وألقت موضوعات الملحق الضوء على تزايد أهمية متغير "الأجيال" في السياسات العامة، وكذلك الخصائص الاجتماعية للجيل الجديد من الشباب وسياسات إدارة العلاقة معه، علاوة على تزايد أهمية جيل الأحفاد في الحفاظ على التجربة الحضارية للدول، وأيضاً الملامح الخاصة لجيل الاضطرابات في المراحل الانتقالية، وأخيراً كيف يمكن من خلال سياسات محددة تعظيم الاستفادة من الجيل الثاني من المقيمين الأجانب داخل الدول. 

أما ملحق "تقرير المستقبل"، فاستعرض موضوعاً مهماً بدأ يتصاعد الحديث حوله في دول العالم والشرق الأوسط، وهو "المدن الذكية: ملامح ومؤشرات التحول في العالم والمنطقة"، وذلك من خلال تناول أبعاد مختلفة منها ما يتعلق بمفهوم هذه المدن وأهدافها الرئيسية وأبرز السمات والخصائص التي يجب أن تتميز بها المدن الذكية، ثم تقديم عرض واف لأهم هذه المدن على مستوى مناطق وقارات العالم المختلفة، وملامح المدن الذكية في المنطقة العربية عموما، ومنطقة الخليج خصوصاً، وأخيراً الفرص والتحديات الخاصة بإمكانيات التوسع في انتشار المدن الذكية.